˙·٠•●۩۞۩ منتديات إلياس ۩۞۩●•٠·˙


مرحبا بك في منتديات إلياس
إن كانت هده زيارتك الأولى للمنتدى عليك القيام بالتسجيل
وإن كنت مسجلا من قبل فعليك بالدخول
لأنك لن تستطيع مشاهدة كل المنتديات والروابط إن لم تقم بتسجيل الدخول
˙·٠•●۩۞۩ منتديات إلياس ۩۞۩●•٠·˙


مرحبا بك في منتديات إلياس
إن كانت هده زيارتك الأولى للمنتدى عليك القيام بالتسجيل
وإن كنت مسجلا من قبل فعليك بالدخول
لأنك لن تستطيع مشاهدة كل المنتديات والروابط إن لم تقم بتسجيل الدخول
˙·٠•●۩۞۩ منتديات إلياس ۩۞۩●•٠·˙
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أنت الذي تلون حيلتك بنظرتك إليها فحياتك من صنع أفكارك فلا تضع نظارة سوداء على عينك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك

ما رأيك في الموضوع ؟
ممتاز
الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه I_vote_rcap0%الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه I_vote_lcap
 0% [ 0 ]
جيد
الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه I_vote_rcap100%الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه I_vote_lcap
 100% [ 1 ]
متوسط
الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه I_vote_rcap0%الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه I_vote_lcap
 0% [ 0 ]
مقبول
الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه I_vote_rcap0%الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه I_vote_lcap
 0% [ 0 ]
رديء
الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه I_vote_rcap0%الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه I_vote_lcap
 0% [ 0 ]
مجموع عدد الأصوات : 1
 

كاتب الموضوعرسالة
lyes admin
Admin
Admin
lyes admin


ذكر عدد المساهمات : 220
نقاط : 59452
تاريخ التسجيل : 12/02/2010
العمر : 29

الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه   الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه I_icon_minitimeالإثنين 19 أبريل 2010, 2:48 pm

الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه Cheikh.addoun


هو رجل من طينة العلماء ودون أدنى شك، حياته كلها خير، فهو وإن لن نستوفيه حقه من الوصف، مثله كمثل الغيث حيثما وقع نفع، عندما تبحث في حياته عن وقت فراغ فتأكد أنك لن تجده مهما دققت، ولد عظيما ليعيش عظيما وليموت أيضا موتة العظام من خلق العظيم، كان كيسا وفطنا وعالما بما يدور حوله، يسير أموره وأمور رعيته من أهل العلم بروية وتأني حتى أنه كان يغشي على المعمر ما كان يبدو حجة ضده وضد الأمة الجزائرية، ركب الصعاب والمحن لم يمنعه في ذلك فقره ولاحتى اليتم المبكر أن يحمل الرسالة ويصون الأمانة ويخوض في سبيل الحق خوضا مؤزرا حتى آتاه "اليقين" الموت على حين غرة، أنه وببساطة كان يؤمن بأن "العلم للعلم، العلم لاللوظيف ولا للرغيف" .كيف ولاوهوالقائل بإيمان عميق واستشراف ملئه اليقين مصدره نور من رب النور "ما رأيت مشروعا قام على الإخلاص وعاقت دون تمامه العقبات"
الشيخ عدون… كل ميسر لما خلق من أجله
يأتي الإنسان إلى هذه الدنيا وهو لا يدري أي مهمة أوكلت له بالضبط، لكنه ومع الوقت ما عليه إلا أن ينخرط في اللعبة الشريفة التي أسندت إليه حتى وان كان لايدري من ذي قبل.
قد تعكس هذه المقدمة المطولة والمتواضعة جدا في حق الشيخ العلامة سعيد بن بلحاج بن عدون بن الحاج عمر حامل اللقب شريفي، حامل اسم الشهرة "الشيخ عدون"، جاء إلى هذه الحياة "الفانية" وهي نعمى الدار وبئسها عام 1902 بمدينة القرارة ولاية غرداية، بواد ميزاب جنوب الجزائر زاول تعلمه الأول بين سنتي 1910 -1912 في كتاب السيد إسماعيل بن يحكوب، وفي المدرسة الرسمية لدى المعلم الطالب محمد... وهو ابن العاشرة أخذت منه الفجأة (الموت) والده سنة 1912 وهو في عنقه دين فبيعت دار سكناه لقضاء "دينه" ليكفله أحمد بن الحاج سعيد جهلان... وتحت هذا الظرف الطارئ"البلاء " اضطر الشيخ عدون -مستقبلا – إلى السفر إلى مدينة سريانة بولاية باتنة وهو ابن العاشرة تحت ضغط الحاجة للعمل والكسب، وعلى الرغم من ذلك كان تلميذا نجيبا في المدرسة الرسمية مابين سنتي 1912 - 1915، وبالموازاة كان أجيرا مخلصا في محل تجاري -فكم كان الصبي جميلا وإن لم نعاصره إلى من خلال مآثره – لكن شاءت الأقدار أن تقطعه عن الدراسة مؤقتا لأن ظروف العمل في الدكان لم تسعفه من إجراء الامتحانات .

إن هذا "الفتون" العظيم صحبته "العناية" والهداية إلى كل مافيه خير الأمة الجزائرية، عاد من سنته تلك إلى مدينة القرارة، وانتظم بمدرسة الشيخ محمد بن الحاج إبراهيم قرقر "الطرابلسي" وختم الربع الأخير من القرآن الكريم... وبعد الفوز بحمل نور الله في صدره عاد مجددا إلى سريانة ليمارس عبادة العمل من جديد فمكنه تزاوج تلك العبادات من استعباد ثقة زبائنه ومستخدميه حبا.
وبعد أن قضى أربع سنوات في الاسترزاق عاد من جديد الى مسقط رأسه سنة 1919 للزواج، فأظفر النعمتين معا، إذ استظهر القرآن العظيم بعد سبعة أشهر وتزوج في السنة ذاتها السيدة عائشة بنت الحاج سعيد بن كاسي بسيس وأنجب منها ثلاثة ذكور وبنتين لتودعه بعد عشرة زوجية دامت 37 عاما، ليتزوج ثانية السيدة صفية بنت الحاج خياط وأنجب منها بنتا وابنا.
ولئن له قوة مغناطيسية وهي إحدى خاصياته "العلم"، ولأنه أحب هذا الطريق المستنير بذاته ولذاته دخل الشاب عدون حلقة "ايروان" سنة 1920 ولمن لايعرف اسمها، ولكون الإسم هو أول درجات العلم، وذلك من باب الإعلام وفقط هي "هيئة تضم حفضة القرآن بعد استظهاره"، منها دخل معهد الحاج عمر بن يحيى طالبا في السنة ذاتها، ولكن ما إن أقفلت سنة 1921 أبوابها حتى رحل عنه شيخه إلى الرفيق الأعلى تاركا له من خلفه ميثاقا غليضا فكان خير خلف لخير سلف، حيث هب في المشاركة في جلسات متوالية لإصلاح التعليم رفقة العلامة الشيخ بيوض رحمه الله.

البدايات الأولى للتأسيس المتعددة الأوجه

يقول المثل الجزائري وهو من التراثيات التي ترقى إلى مستوى الحكمة "من لا يعرفك يظلمك" ولا يقدرك حق قدرك ولربما لا ينزلك منزلتك، ولما كان الشيخ عدون أهلا لذلك فلا ضير أن تشهد له أعماله الصادقة وتزكيه عند ذوي الألباب، بقي الشيخ يناضل من أجل استمرار معهد "الحياة" في العطاء للأجيال السابقة واللاحقة منذ تأسيسه سنة 1925 (مدرسة الشباب سابقا ) تحت إشراف الشيخ بيوض وتولى الشيخ عدون نظارة المعهد والتدريس به من أول يوم كأستاذ للغة العربية وعلومها والأخلاق إلى سنة 1988، ثم أصبح مديرا له بداية من الأربعينيات وظل الشيخ على رأس إدارته إلى يوم وفاته سنة 2004.

الإدراك المبكر والولع بقوة الإعلام والتنظيم الجمعوي

من المأثورات الثابتة في الحياة والتي تتوافق والمنطق وواقع الحال بأي زمان وفي أي مكان بأن "العلماء ينضجون قبل غيرهم من الخلق" فان الشيخ الشاب عدون آنئذ تفطن لأهمية الإعلام واستعمالاته الإصلاحية والدعائية وضرورته في التنمية الثقافية وتشكيل الوعي السياسي للتصدي للمخططات الاستعمارية التي كانت تستهدف في سرية مطبقة أواصر الوحدة الوطنية في مقوماتها ذات الأبعاد الثلاثية، ومن هذا المنطلق الدفاعي الذكي حمل الشيخ عدون راية "جريدة الشباب" التي كان أسسها حمو بن عمر لقمان سنة 1926 باسم "القرارية" وهي مجلة أسبوعية ظل يصدرها طلبة معهد الحياة من الثلاثينيات إلى نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، كتب أول مقال له تحت عنوان "جولة في واد ميزاب" هذا ولم يثنه لأن يجمع بين هذه القوة الناعمة وقوة التنظيم التي تشكل المجتمع الحقيقي القادر على إيجاد الحلول وقت الشدائد وإدارة الأزمات المتلاحقة التي كانت هي العنصر الطاغي في عصره وعصر ممن عاصروه في الجزائر المستعمرة، ولدرء مكائد الفرنسيس أنشأ جمعية الشباب بعد انطلاق المعهد بزمن يسير ودرب الطلبة في ميادين الخطابة والشعر والمناظرات لكسر عقد التواصل الحضاري وتيسير إيصال المعلومات المتنوعة.
ولما كان أهلا لذلك خلف الشيخ أبا اليقظان سنة 1930 في إدارة جريدة "المغرب" وأقام مدة شهر في العاصمة لأداء هذه المهمة، ثم خلفه لمدة سنة كاملة عام 1936 حين كان يصدر جريدة "الأمة".
لم تمنع المسؤوليات العظام "الشيخ عدون" من رعاية أسرته وممارسة الأستذة والنشاط الإعلامي والنقابي والعمل في حقول النخيل في ساعات الفراغ لإطعام أهله وكسوتهم، ولعل ما يثبت صورة رمزية عن سمو روح الشيخ هو اشتغاله لمدة سبعة عشر سنة كأستاذ بالمعهد دون أجر، هذا الصبر والجلد كعطاء سموي هو الذي دفعه مرة أخرى إلى متابعة دروس تفسير القرآن الكريم لمدة 45 سنة لم يتخلف عنها إلا مرة واحدة لمصلحة عامة وضرورية.

إشعال الشمعة الأولى لجمعية الحياة.

ما زالت الحكمة تطارد الشيخ عدون وتهمس في أذنيه الواعيتين "أن تشعل شمعة خير لك من أن تحتفي بالظلام" من رحم صناعة الجهل الذي دأبت الإدارة الاستعمارية الفرنسية على تكريسه لتكسير ثوابت الأمة الجزائرية وتعويم الشعب الجزائري في دائرة السوء "الجهل" انتفض الشيخ عدون وجمع من شباب المنطقة الصحراوية لشد عضد الشيخ بيوض من أجل إشعال الشمعة الأولى لجمعية الحياة التي ستكون الراعي الرسمي لمشروع التعليم بالقرارة بداية من سنة 1937، حيث شارك في تأسيسها وأخذ على عاتقه أمين مالها، وبعد وفاة رئيسها الشيخ بيوض سنة 1981 أصبح رئيسا لها إلى يوم وفاته، وفي سنة 1938 عين عريفا لحلقة ايروان بالقرارة وفي سنة 1943 اختير عضوا بحلقة العزابة ثم أصبح رئيسا لها بعد وفاة الشيخ بيوض وظل كذلك إلى يوم وفاته.
الشيخ كان متفتحا على الطرف الأخر ووطنيا إلى حد النخاع ويدعم كل مشروع يسوق لفكرة "الجزائر جزائرية" في زمن كانت تريدها فرنسا "جزائر فرنسية"، ففي سنة 1946 لبى الشيخ عدون نداء الكشافة الإسلامية وانخرط مساهما في تأسيس فرعها بالقرارة، ومثل هذا التعاضد ليس بجديد ولا غريب عن مواقف الشيخ الذي كان قد ترأس جرائد عدة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين جنبا إلى جنب لحماية الهوية الوطنية من الطمس، وذاك موضوع آ خر مؤجل لموضع آخر.

كشافة الحياة

أفواج الحياة بمدينة القرارة ولاية غرداية: منظمة كشفية تابعة لحركة الكشافة الإسلامية الجزائرية، يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1943م، حيث كانت تسمى بكشافة الجنوب، ثم أطلق عليها إسم كشافة الحياة في بداية الخمسينيات، وبعد استقلال الجزائر سنة 1962م أصبحت تحمل إسم فوج الحياة، وفي سنة 1989م تفرعت من الفوج ثلاث أفواج وهي:
* فوج الحياة الشيخ إبراهيم بابه الإبريكي.
* فوج الحياة الشيخ الحاج عمر بن يحيى.
* فوج الحياة الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض.

أهم نشاطات أفواج الحياة:


1949م: أول مخيم تأسيسي بـ "مغدر العالية" بإحدى ضواحي البلدة.
1952م: أول رحلة على الأقدام على مسافة 250 كلم مرورا بعدة قرى متتابعة.
1956م: عودة بعض قادة الفوج من تونس أين كانوا يزاولون دراستهم، وقد مثلوا الحركة الكشفية الجزائرية بانتداب من الحكومة المؤقتة، كما أسندت أول فرقة تابعة لجبهة التحرير الوطني للقائد: أولاد بابهون بكير أحد أعضاء الفوج.
1962م: المشاركة في احتفالات 5 جويلية بالجزائر العاصمة.
* المشاركة في مؤتمر الاستقلال للفرق الكشفية على مستوى الوطني.
1966م: المشاركة في المعسكر الكشفي العربي بـ "جود دايم" بليبيا.
1968م: المشاركة في المعسكر الكشفي الثامن بـ "سيدي فرج" بالعاصمة.
1970م: الفوز في مسابقة وطنية بمجموعتين من الأناشيد في قاعة الأطلس بالعاصمة.
1984م: المشاركة في المخيم الوطني للرواد بسيدي فرج.
* المشاركة في المخيم العربي السادس عشر والإسلامي الثالث بسيدي فرج.
1987م: قافلة مفدي زكرياء: رحلة على الأقدام مسافة 600 كلم من القرارة ولاية غرداية إلى الجزائر العاصمة.
أوت 2000م: قافلة السلام: رحلة إلى مصر برا مرورا بتونس وليبيا ثم مصر.
ديسمبر2004م: قافلة أبي يعقوب يوسف الو رجلاني: رحلة على الأقدام لمسافة 200 كلم من القرارة إلى ورقلة.
أوت 2006م: قافلة الوفاء : أول فوج كشفي يقوم برحلة إلى البقاع المقدسة لأداء شعيرة الحج "العمرة" عن طريق البر مرورا بتونس، ليبيا، مصر، الأردن ثم المملكة السعودية.
وزيادة عن هذا النتاج الزخم الذي كان للشيخ ضلع في تأسيسه وإنجاحه بمعية الشيخ بيوض، ساهم أيضا سنة 1940 في أول جولة لجمع التبرعات لصالح جمعية الحياة في شرق البلاد والعاصمة وضواحيها، ثم أصبحت جولة سنوية لنواحي الوطن لم ينقطع عنها إلى يوم وفاته.
كما عين أيضا عام 1948 مفتشا عاما للمدارس الخاصة بوادي ميزاب ومدن التل التي أنشأتها جمعيات الإصلاح، وترأس أيضا مجلس عمي السعيد خلفا للشيخ الحاج محمد بابانو إلى يوم وفاته وفي سنوات الثمانينات ترأس مجلس باعبد الرحمان الكرثي المختص بتدبير شؤون الأمة العامة في مجالات العمران والسياسة، وفي 1989 أسس جمعية التراث التي ترأسها إلى يوم وفاته.

قالوا عن الشيخ عدون …وما قالوا عنه قليل

إن الحركة الوطنية والسياسية في وادي ميزاب عريقة، فقد بدأت منذ رفض دخول الاستعمار الفرنسي إلى وادي ميزاب، فقد كان الشيخ اطفيش، قطب الأئمة أكبر معارض للتعامل مع الاستعمار، وكان يدعو إلى الجهاد المتواصل، ضد العدو الكافر، كما شدد وأنكر على الذين عقدوا معه معاهدة الحماية، سنة 1853م وكان يقول : "إن تشيع ثمانين جنازة في اليوم تخرج من بني يزقن أحبّ إلي من أن أسمع أن فرنسا وضعت قدمها على حجر من ـ تيضفت ـ وهو مكان معروف في بني يزقن"

ولعل وصف الأستاذ الهادي الحسني لعلماء الإصلاح آنئذ "بالماء المعين الذي يسقي الأرض فتنبت كل ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين" واصفا الشعب الجزائري قبل النهضة الإصلاحية قائلا: "لقد كان الناظر إلى الشعب الجزائري قبل أن يؤذن فيه العلماء العاملون المصلحون ـ يحسبه يقظا وهو راقد، متحركا وهو هامد، نشطا وهو خامد، متحدا وهو متفرق، مهتديا وهو ضال، ذاكرا وهو ناس، واعيا وهو غافل، شاهدا وهو غائب".
وقد ترسخ لدى زعماء الإصلاح في الجزائر كلها، أن الاستقلال لا يكون إلا بالثورة على المستعمر، والثورة لا تكون إلا بالنهوض بالأمة، وبتحضير الأجيال وتكوين النشء الذي يؤمن بهويته، ويستعد للتضحية من أجلها، والاستشهاد في سبيل الحرية.

لذا كان الشيخ عدون العضد الأيمن والوزير الأول للشيخ بيوض، وخليفة الشيخ أبي اليقظان في العمل التربوي، عندما تفرغ أبو اليقظان للبعثات العلمية والصحافة، إن هذا الثلاثي ـ بيوض، أبو اليقظان، عدون ـ يشكل مدرسة وطنية وسياسية متميزة بالتنسيق وتوزيع الأدوار فعدون تفرغ للتربية والتعليم، كما تخصص أبو اليقظان في البعثات العلمية والصحافة، وتفرغ بيوض للإصلاح الديني والاجتماعي العام، وكان لهذا الأخير إستراتيجية خاصة لاينفذ إليها إلا المتبصرون للأفق، إذ يقول عنه عبد الله بن طبال "إن الفضل يعود إلى الشيخ بيوض في إنقاذ وحدة التراب الوطني، وبقاء الصحراء بكل خيراتها جزائرية، وبدونه كان يمكن أن تستمر الثورة التحريرية عقدا آخر، ومرة أخرى يقول بن طوبال: إن دور غرداية ـ المنطقة ـ هو الذي كان حاسما في الموضوع، وغرداية تعني الشيخ بيوض".

وكان الشيخ عدون التلميذ والأستاذ المربي الناجح بكل امتياز ضمن المدرسة السياسية البيوضية، فقد كان الشيخ عدون يزرع وينمي الوطنية في طلبته في كل دروسه، من درس الأخلاق العام، وفي كل المناسبات وخاصة عند حفلات افتتاح السنة الدراسية، وأثناء الجمعيات الأدبية، التي كانت تنشط سرا وخفية عن عيون الاستعمار.
وكان الشيخ عدون المعلم القدوة، والأستاذ المربي، إخلاصا وانضباطا، وحزما ونظاما، وجدا واجتهادا، تسييرا وتطويرا، قد أعطى لمعهد الحياة كل ما يملك، من نفس ونفيس، حتى غدا المعهد جزءا من نفسه.

لقد كانت جهود العلماء المصلحين، في وادي ميزاب جبارة، وجهود الشيخ عدون هي أساس كل تلك الجهود لأنها تركزت على تربية وتكوين الأجيال، التي تحمل المشعل، ولهذا فقد كان العمل الإصلاحي تكامليا، عاما وشاملا في كل الميادين فالسياسة في نظرهم هي الدين والدنيا معا، فلم يفرق الشيخ أبو اليقظان في جميع ما كتب بين الدين والوطن واللغة، فهي في تصوره أضلاع لمثلث واحد لا يمكن الفصل أو الاستغناء عن واحد منها، فيقول الشيخ بيوض كانت وظيفتي غسل العار عن الأمة، وتطهيرها من أدناسها، بشباب صالح، مثقف بالثقافة الصحيحة، ومتحمسا لأداء الرسالة المنوطة به، شباب أكفاء لكل ما يسند إليهم من مهام ومسؤوليات.
إذ يقول الدكتور أبو القاسم سعد الله:” وقد خضع العلماء خلال الثلاثينيات والأربعينيات، إلى نفس المعاملة التي خضع لها السياسيون، من جانب الإدارة الفرنسية، التي اعتبرتهم خطرا على الوجود الفرنسي، كما اعتبرت أولئك، وزجت بزعمائهم في السجون، ووجهت إليهم مختلف الاتهامات وحكمت عليهم أحكاما قاسية”.

الشيخ عدون….لا أرضى بغير العربية لغة

كان الشيخ بيوض، ووزيره الشيخ عدون، يوصون تلاميذ المعهد بتبوء كل المناصب العلمية، والعملية، والإدارية، والسياسية التي تفيد المجتمع والوطن، كما كان الشيخ عدون يشرف بنفسه ومباشرة، على تعيين المعلمين في كل المدارس القرآنية الحرة، في كل مدن التل، من وهران إلى قسنطينة، وتبسه، فيأمر الطالب أن يلتحق بالمدرسة التي يختارها، ويتصل بالجماعات المشرفة على تلك المدرسة، لتستقبل المعلم الجديد، وتوفر له كل الظروف المواتية، لتأدية عمله.
هذا هو المنهج الإصلاحي الذي تبناه معهد الحياة، في النهضة بالأمة، وإصلاح الأوضاع، ومحاربة الفساد المتفشي في المجتمع، ولهذا كان الشيخ بيوض يحذر تلاميذه من أعداء الإصلاح، وتفويت فرص إجهاض النهضة عليهم، فيقول ناصحا لهم: ” …لولا هذا السعي في طرق عدة للدفاع، وجلب المنافع، لوجد أعداء الإصلاح والأمة فرصهم للقضاء علينا….”.
اشتهر الشيخ عدون بأنه مدافع مستميت عن اللغة العربية لغة القرآن، وقد بذل جهودا جبارة ونفيسة في تعليمه، وتفتيشه وكل توجيهاته، إلى نصرة لغة الضاد نحوا وبلاغة وصرفا، وكثيرا ما تدخل في الحفلات والمهرجانات، منتقدا تقديم أي نشاط بالميزابية، وقد كان عشقه للغة العربية عظيما، يطالب ويصر على تقديم الأناشيد والمسرحيات، والمحاضرات بالعربية لا غير، وكان يرى أن من أهم وسائل مقاومة الاستعمار الفرنسي ومؤامرته في فرنسة الشعب الجزائري، هو تثبيت اللغة العربية، وأن اللغة العربية هو أقوى ركائز الهوية الوطنية.
ومن شدة نصرة الشيخ عدون للغة العربية، في كل المحافل ولا يرضى عنها بديلا حتى ولو كانت اللغة الميزابية المحلية، التي ناصرها بعض الشباب، فقد كان الشيخ عدون لا يناصر الحديث أو الإنشاد بالميزابية وكان يقول: ” كل الجهد المبذول في اللغة الميزابية أعتبره تضييعا للوقت بل يجب أن يبذل ويوجه إلى العربية أولا وقبل كل شيء “.
فقد كان الشيخ عدون حامي ومناصر اللغة العربية، من كل العابثين بها أو الاستنقاص من قيمتها لأنه يرى أن اللغة العربية هي لغة القرآن، أولا ولغة الدين وهي اللغة الجامعة للقلوب، والحامية للأصالة، والبانية للكيان، والضامنة للبقاء، وإصرار الشيخ عدون على تمجيد اللغة العربية، في كل المجالس مهما كلفه ذلك من أضرار أو قلق وضجر، لدى بعض الشباب المنتصر إلى إحياء اللغة الميزابية.

2 ـ شعار الشيخ عدون…لا ” للتحيز” السلبي

كان من أساسيات معهد الحياة نشر الوعي السياسي، وتنمية الحس الوطني، الذي كاد أن يخمد مع طول فترة الاستعمار، وكان منهجه في ذلك الدعوة إلى الوحدة الوطنية، ونبذ التفرقة والعصبية الجهوية أو المذهبية المقيتة، وإصلاح ذات البين، وتهيئة الجماهير للوقوف أمام المؤامرات الاستعمارية، وتدريبها على فهم لغة المستعمر، وخططه التدميرية، ووعي حقيقة نواياه الخسيسة وعدم الاطمئنان إلى المظاهر والحيل والأكاذيب، ويرمي معهد الحياة إلى تدريب طلبته على تحدي الاستعمار، واستغلال المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية، للقيام بأي عمل يسهم في تجسيد كل ذلك ميدانيا، وهذا يشبه ويتطابق إلى حد كبير مع دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فرغم ادعائها في قانونها الأساسي، عدم الخوض في السياسية تمويها وتضليلا للرأي العام الاستعماري، إلا أن نشاطها التربوي والكشفي كان الحجر الأساس والقاعدة الصلبة للعمل السياسي الوطني، فاتخذت شعارها الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا.
وكان من أهداف معهد الحياة المشاركة بالآراء في كل القضايا السياسية الحساسة، التي شغلت أو تشغل الساحة السياسية في الجزائر، والتي تحدد مستقبل البلاد السياسي والديني، كقضايا المرابطية، والتجنيس، والاندماج، والتمثيل النيابي، والتجنيد الإجباري، والقوانين الاستثنائية والاحتفال الفرنسي بالاحتلال المئوي وغيرها وقد كانت هذه المواضيع من أخطر المخططات الاستعمارية التي دبرها للقضاء على الهوية الوطنية الجزائرية.
ومن ركائز الروح الوطنية وأقوى أسس الهوية الوطنية، التي سعى المستعمر على تحطيمها اللغة العربية، فالدفاع عن العربية في الجزائر جهاد وثورة، لقطع جذور الاستعمار من أساسها، ويشهد له الدكتور عبد الكريم خليقة، رئيس مجمع اللغة العربية الأردني أن معهد الحياة: كان أحد حصون العربية في المغرب والوطن العربي، حمل لواء العربية لغة القرآن، ونازل الغزاة المستعمرين الذين حاولوا القضاء على مقومات الشعب الجزائري البطل وطمس هويته العربية الإسلامية.

التكوين السياسي والإعلامي لطلبة المعهد

ومن الدروس السياسية والاجتماعية، التي صقلت مواهب طلبة المعهد، حلقات دروس الخلاق، فقد نمّت فيهم الروح الوطنية وكره الاستعمار وأذنابه، فاكتشف الطلبة دورهم وواجبهم، في الجهاد الوطني، الذي يستقبلهم عندما ينادي المنادي للجهاد المقدس، واندلاع الثورة المباركة، وقد كان الشيخ بيوض يتعمد ترسيخ الأبعاد والوطنية، في كل دروس الأخلاق التي كان يلقيها صبيحة كل خميس، من كتاب عظة الناشئين، كما كان ينتقي من الصحف، والمجلات المصرية الوطنية، التي تصله كل أسبوع، فيختار منها المقالات السياسية، ويطعم بها دروس الأخلاق، فيعلق عليها ويزيدها قوة وروعة، فكان طلبة المعهد يعيشون الأحداث السياسية في مصر، ومن خلالها كل أحداث العالم الإسلامي، فيتقمصون الشخصيات السياسية، متأثرين بمواقفها، وجهادها ضد الاستعمار.

وكانت رقابة الاستعمار العسكري وأذنابه، شديدة على معهد الحياة، وعلى الشيخ بيوض، وعلى القرارة التي أصبحت قلعة من قلاع العلم والجهاد الوطني، في جنوب الجزائر، يقول الشيخ محمد علي دبوز:” كثيرا ما نطالع المجلات المصرية، والتونسية، سرا ونغلق أبواب المعهد، ومن تلك المجلات، جريدة الشعلة، وجريدة الصرخة، لجمعية مصر الفتاة، ومجلة الفتح، ومجلة الزهراء، للبطل محب الدين الخطيب، ومجلة المنار لرشيد رضا، ومجلة الرواية، ومجلة الثقافة، لأحمد أمين، ومجلة الهلال، ومجلة المقتطف، ومجلة الإسلام، ونور الإسلام، ومجلة الرسالة لأحمد حسن الزيات، ومنها قرأنا قصائد الشاعر الزيات، ومقالات احمد أمين ومنها مثلا مقال: الرجولة في الإسلام، ومقالات مصطفى صادق الرافعي، وعبد الوهاب عزام، وعلي الطنطاوي، وقصائد محمود غنيم، الهائية والعصماء، وقصائد أحمد محرم والزهاوي، وغيرهم وكلها قصائد تتقد نارا، وتشرح مجد الإسلام، وتهز المسلمين للنهوض”، ورغم أن الاستعمار كان يمنع وصول تلك المجلات للجزائر، إلا أن دخولها عن طريق تونس المستعمرة فرنسيا، وجهل الموظفين الفرنسيين بالعربية، يمنعهم من معرفة مصدر تلك المجلات، وكان المسافرون الميزابيون القادمون من تونس، يحملون معهم تلك الطرود، ويوصلونها إلى المعهد، والطلبة ينتظرون وصول البريد من تونس، بفارغ صبر، ويتقاسمون تلك المجلات فيما بينهم، ويتبارون في تقليدها والاقتباس منها، في تحرير المقالات، ونظم القصائد وتأليف الروايات، وقد يتشبهون ويلقبون بعضهم بأسماء أولائك الأدباء، فمنهم العقاد، ومنهم زكي مبارك، ومنهم الرافعي، ومنها نشأت المعارك الأدبية بين طلبة المعهد، بين أنصار العقاد، وأنصار الرافعي.
يعتبر الشيخ عدون المؤسس الحقيقي لجمعية الشباب بلا منازع وقد كانت النادي الأدبي والسياسي الذي يتبارى فيه الطلبة على الخطابة والمقالات السياسية النارية والقصائد الوطنية، التي تستنهض الهمم، وتنبه الغافل وتكشف مكائد الاستعمار وأذنابه، وتحث على الاستعداد للتغيير والثورة، على الظلم والغاصبين، كما كانت جريدة الشباب، التي أسسها الشيخ عدون، منبرا أدبيا، يتفانى فيه الطلبة على المحابر، كتابة ونشرا .

الشيخ عدون “هبة الله” للشيخ بيوض

يقول الشيخ بيوض معترفا بمكانة الشيخ عدون: ” إن كل ما أنجزته من أعمال في الميدان التربوي والاجتماعي، يعود الفضل فيه إلى الشيخ عدون”. ولعله من جزاء الله العظيم، للشيخ بيوض، على حسن نيته، وعمله لوجهه الكريم، أن وهب الله له الشيخ عدون، فكان من الطلبة الأوائل، في معهد الشباب، وهو ممن سعى في إنشاء معهد الحياة، بع إلحاح كبير على الشيخ بيوض.
كان الشيخ محمد علي دبوز، يقول ” الشيخ عدون هبة للشيخ بيوض ” فقد كان الشيخ عدون، وزير صدق للشيخ بيوض، في جهاده الإصلاحي، ومشاريعه العلمية والتربوية، لم يتخل عنه ولم يتوان عن نصرته يوما.
ومن أسرار الانسجام التام، في الآراء والمواقف، بين الشيخ بيوض والشيخ عدون، الإخلاص فقد قال الشيخ عبد الرحمن بكلي عن الشيخ عدون أنه الإخلاص يمشي على رجلين.
يعرف الناس في وادي ميزاب أن معهد الحياة هو الشيخ عدون، وأن الشيخ عدون هو معهد الحياة، وقد كان معهد الحياة أمل الشيخ الأوحد وهمه المقيم المقعد، فهو عصارة عمره، وروح رسالته، منذ نشأته، إلى يوم وفاته، فالشيخ عدون هو الوحيد من بين مؤسسي المعهد العتيد، الذي رابط أطول مدة فيه ناظرا ومدرسا ومديرا.

الشيخ عدون وفكره السياسي والوطني

من روائع الشيخ عدون التي يطبعها كل متعلم ناقل وباحث عن الحكمة في عقله هذه المقولة الشهيرة الحاثة على العلم والعمل والارتقاء إلى مفهوم الخدمة العمومية بلغة عصرنا وتفعيل أخلاقيات العمل الوطني حين يرمي بالأمانة والرسالة للأجيال الصاعدة بأدب أهل العلم في شاكلة وصية ” إننا قد وجدنا حلولا لعصرنا، فعليكم أنتم أن توجدوا حلولا لعصركم”، وقد أحسن الأستاذ محمد الهادي الحسني حين وصفه الشيخ عدون عندما بلغ المائة سنة أنه بلغ العشرين خمس مرات، فزيادة على تكوينه ورصيده فهو دائم التواصل مع مصادر المعلومة، من لقاءات، إلى زيارات، ومتابعة لوسائل الإعلام، بكل أنواعها مقروءة ومسموعة ومرئية.
فقد كان الشيخ عدون مواظب الحضور للقاءات والتجمعات التي تنظم في القرارة وخارجا وحتى في العاصمة
كما لم يثنه ذلك عن حضور الحفلات الدينية والوطنية، في المساجد ودور الثقافة والساحات العمومية، وحتى ملاعب الرياضة، والأسابيع الثقافية، والمسارح.

كان قلبه مدينة تستقبل الوافد إليها

لم يكن الشيخ عدون من الذين يملكون البيت للراحة والانقطاع عن العالم الخارجي، ذلك لان بيته الذي كان يعج على الدوام بالضيوف وبأعداد هائلة لم يكن ليوفر له ذلك حتى ولو أراد ذلك، لكن إخلاصه عوض له من ربه بقلب يتسع لأمة بأكملها إذ كان يستقبل الشخصيات الوطنية، من علماء وسياسيين، ورجال الإدارة المحليين، والمركزيين، ولما كانت هذه هي الصورة الحقيقية العملية التي يسوقها الشيخ بعفوية الإيمان والإخلاص في كل حركة وسكون تعلم طلبته التواصل الوطني والحضور الدائم، في النشاط الوطني السياسي، والمشاركة العملية، في مد جسور الوحدة والتواصل مع كل الشخصيات الوطنية، العلمية والسياسية.
ومن تلك الشخصيات: العلماء والشخصيات السياسية الوطنية والوزراء الذين كانوا يزورهم ويزورونه بالجزائر العاصمة، الشيخ أحمد سحنون، والهادي الحسني.
وفي غرداية استقبله رئيس الجمهورية اليمين زروال الذين جلس معه على المنصة الشرفية عند زيارته لولاية غرداية، وأخيرا حظي الشيخ عدون ومن خلاله شهدت القرارة ولأول مرة في تاريخها، زيارة فرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وهي أول زيارة لرئيس جزائري منذ تأسيس القرارة سنة 1631م وجلس ف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى جنب الشيخ عدون، حين وضع الحجر الأساس للمبنى الجديد لمعهد الحياة هذا يوم 07 فيفري 2004م، وقد كانت جلسة تاريخية، رسخت الأهداف التي كان يرمي إليها الشيخ عدون منذ تأسيس معهد الحياة سنة1925م فكانت رسالة واضحة، في موقع معهد الحياة والشيخ عدون، وأبناء معهد الحياة في الحركة الوطنية والسياسية قديما وحديثا .
أما الزيارات العديد لأغلب ولاة غرداية إن لم أقل كلهم، فهي كثيرة تعبر كلها على رسالة معهد الحياة، في الروح الوطنية، التي يغرسها معهد الحياة، في أبنائه وظل الشيخ عدون يستغل هذه اللقاءات مع الولاة والمسؤولين المحليين، لتقديم طلبات المواطنين في مجالات التنمية عموما، وخصوصا التربية والتعليم، وعلى رأسها مشاغل معهد الحياة، وجمعية الحياة والمؤسسات التابعة لها، وقد أثمرت هذه اللقاءات بمشروع روضة الحياة، الذي يعد خطوة جبارة في تاريخ جمعية الحياة، ودعامة قوية لتمويلها، فرحم الله الشيخ عدون، وتقبل الله مبادرة وزير الفلاحة السعيد بركات سابقا، ووالي الولاية غرداية .

الشيخ كان مولعا بالإعلام ونصرة المصالحة الوطنية

كان الشيخ عدون حريصا على متابعة كل الأحداث العالمية والوطنية، من الإذاعات خاصة هنا لندنBBC قديما، ثم القنوات الفضائية حديثا، ومنها قناة الجزيرة، وقد يحرجك عند زيارته بسؤال دقيق، عن خبر وطني أو عالمي تعجز عن الإجابة عنه وقد تجاوز القرن من عمره.
وفي كل الأزمات التي مرت بها الجزائر كان الشيخ عدون يصرح ويدلي برأيه، منتهجا أسلوب التسامح والمصالحة، ونصرة الوحدة الوطنية، فقد قال عنه الشيخ شيبان في جنازته ” … تودّع فيك الجزائر اليوم عميد أئمتها الأعلام علما، وتعليما، وتربية، وإدارة، وإصلاحا، ودعوة إلى التسامح الديني، والوحدة الوطنية، وجهادا في سبيل الحرية، والكرامة، وقد أنعم الله عليك بباقة من الشمائل جعلتك منارة للعلماء العاملين والصالحين المصلحين، أهمها الإصلاح، والزهد والتواضع، والتضحية والتفاني، في أداء الأمانة”.

مات وحرقة فلسطين في صدره

كان الشيخ عدون حريص على وحدة المسلمين، ويذكر دائما أن حل كل قضايا المسلمين، لا تكون إلا بالتمسك بالدين الحنيف، ولا يتحقق النصر إلا على يد من يحمل راية التوحيد، ويعمل لدين الله أن يسود، وما سوى ذلك محاولات بائسة فاشلة، فقد كانت قضية فلسطين من أبرز همومه وانشغالاته، ويرى أن غطرسة وتحدي إسرائيل، جاءت بتفرق العرب والمسلمين، وضعف قادتهم وحكامهم الذين ابتعدوا عن تعاليم الدين الإسلامي، ونصرة قضاياه وارتموا في أحضان المعسكرات الغربية والشرقية.

طلبة معهد الحياة تجار ينافسون اليهود تحضيرا للآتي

معهد الحياة امتداد للحركة الإصلاحية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فقد كان مشايخ معهد الحياة لا يفوّتون أية فرصة لزرع الروح الوطنية، وحب الاستقلال والحرية ونبذ الاستعمار، فمن هذه المدرسة تخرج تلاميذ نبغاء بارعون في كل المجالات، وتقلدوا مناصب سامية، في كل ميادين الحياة الوطنية والسياسية.
كما انتشر خريجو معهد الحياة، في كل مدن الجزائر، في ميادين التجارة، وخاصة تجارة الجملة فكسروا احتكار اليهود لها، والصناعة، والعمل الاجتماعي، وكذا المناصب الإدارية، والقضائية، والسياسية، وكانوا أكبر نصير للحركة الوطنية الرشيدة، في الشمال، وفي ميدان التعليم الحر والرسمي، في المتوسطات والثانويات، والجامعات كان لطلبة المعهد الباع الطويل، فقد ساندوا حركة التعريب وجزأرة الثانويات، والجامعات، للتكوين العربي الإسلامي الذي تلقوه في معهد الحياة.

جمعية العلماء ومعهد الحياة اليد الممدودة لحماية الصحراء الجزائرية.

قال الأستاذ الهادي الحسني: ” كانت بداية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي جمع الله بها ما تفرق، ورتق بها ما تفتق، وعلّم بها من جهل وما جهل، وأنشر بها ما قبر، وأخرج بها ما طمر، وأظهر بها ما ستر، وردم بها ما حفر، وأتت في أعوام قلائل، بما لم تستطعه الأوائل، خير جمعية أخرجت للناس “، إن جمعية كهذه حضر الشيخ بيوض في تأسيسها، ووضع قانونها الأساسي، وكان عضوا في إدارتها، قبل أن يخلفه الشيخ أبو اليقظان، ثم يحضر الشيخ عدون، حفل تأسيسها بنادي الترقي بالعاصمة، هذه الجمعية التي أصبحت الواجهة الموحد لجهود المصلحين في الجزائر، التف حولها أساتذة معهد الحياة، فأصبحوا قدوة لكل طلبة المعهد، فانضموا إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في كل فروعها بالعاصمة وقسنطينة وأصبحوا من ابرز أعضائها، نذكر منهم الشيخ بيوض، والشيخ أبو اليقظان، والشيخ عدون، والشيخ عبد الرحمن بكلي، ولعساكر باحمد، وحمو عيسى النوري، ودود صالح رئيس شعبة جمعية العلماء اليوم بولاية غرداية، فطلبة المعهد ناصروا كل الحركات الوطنية، من جمعية العلماء، إلى حزب أحباب البيان، وحزب الشعب. واعترافا بفضل الشيخ عدون وإخلاصه لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فقد انتهت إليه الرئاسة الشرفية للجمعية بعد وفاة الشيخ سحنون، تحت إشراف الشيخ عبد الرحمن شيبان.

طلبة المعهد اثبتوا لفرنسا أنهم أمة سيف وقلم

وجد طلبة معهد الحياة مبتغاهم للنشاط السياسي في تونس حيث تنفسوا نسيم حرية الصحافة، وحرية الأحزاب السياسية، فكانت البعثة العلمية الميزابية، في عهد الشيخ أبي اليقظان، معقلا للوطنية ومدرسة للنضال السياسي، وقد بدأ ذلك بالانخراط في حزب الدستوري التونسي، وحيث انخرط أعضاء البعثة بقوة وجماعيا في صفوف جبهة التحرير الوطني الجزائرية، ونشطوا ضمن صفوفها، نشاطا سياسيا بارزا، وتقلدوا فيها المناصب، والمسؤوليات، فعلى سبيل المثال كان رئيس ناحية الطلبة في جبهة التحرير، هو الأستاذ محمد بن عمر لعساكر، ومسؤول عن شؤون الطلبة الجزائريين في وزارة التربية، في الحكومة المؤقتة الجزائرية بتونس، بمساعدة الأستاذ خباشة صالح، وأصبح كل طلبة البعثة أعضاء في إتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين في تونس، فقد لبى طلبة البعثة، نداء جبهة التحرير باسم إتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين للتجنيد، فالتحقوا بمراكز التجنيد العسكري، والتكوين السياسي بالكاف، وساقية سيدي يوسف وغيرها، فقد استجابت نخبة من طلبة البعثة الميزابية، وكان من أبرزهم الطالب بكير بابهون خريج معهد الحياة، الذي قضى فترته التدريبية وأبدى فيها كفاءة ومقدرة، فعين بدوره ضابطا مدربا في نفس المركز الكاف، فخرّج أفواجا من الجنود والضباط.

وقد أبرز طلبة المعهد جهادهم الوطني والسياسي، في الصحف الوطنية، وكان من أبرز كتاب المقالات على أعمدتها، الشيخ أبو اليقظان بتوقيع ” أنا”، والشيخ بيوض بتوقيع ” افلح”، وعبد الرحمن بن عمر باكلي بتوقيع ” عبد الرحمن”، والشيخ عدون بتوقيع ” عدون”، وقد تناولت مقالاتهم مناهضة السياسية الاستعمارية، والحكم العسكري في الجنوب، والتجنيد الإجباري، والتمثيل النيابي في المجلس الجزائري، والتجنيس، وقضايا الوطن العربي والإسلامي، والصهيونية، وقضية فلسطين.

كما كان لطلبة معهد الحياة، دور بارز في تأسيس الكشافة الإسلامية الجزائرية، إبان الثورة ومن أبرز قادتها الشهيد قاسم بابكر خريج معهد الحياة، الذي استشهد في حادث سيارة، في طريق عودته من أول مؤتمر، تعقده قيادة الكشافة، بعد الاستقلال، ومثله الأستاذ أيوب سماوي خريج معهد الحياة، الذي كان من المؤسسين لهذه المنظمة، في المهجر بتونس، وعندما تأسست المنظمات الرياضية، للشباب الجزائري المغترب في تونس، تحت إشراف المجلس الأعلى للشباب والرياضة، انتدب رئيس البعثة الميزابية، الأستاذ أيوب سماوي، عضوا بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة التونسي، فقام ضمن وفد رسمي تونسي، بجولة عبر أقطار أوروبا الشرقية، وبعض الدول الصديقة، والشقيقة للتعريف بالثورة الجزائرية، كما كان سماوي أيوب من المرافقين الإداريين، والمنظمين الساهرين، على نجاح الفريق الوطني الجزائري، لكرة القدم لما قام بجولته التاريخية، عبر القارات، وقد أجرى فيها ما يزيد عن ثمانين مباراة.

صائفة “بيعة” الثورة والدكاكين تحتضن الاستعلام


كان الزعيم الشيخ بيوض، ووزيره الشيخ عدون، من جنود الخفاء للثورة التحريرية، فقد تخرجت على أيديهما أجيال من المجاهدين، والمسبلين، غرسا في نفوسهم حب الوطن والإخلاص للمبادئ والتفاني في الجهاد، من أجل الكرامة والاستقلال.

ويزكي هذه الشهادة ابن يوسف بن خدة، بقوله في تصريحه، بتاريخ 09 مارس 1987 : ” إن الشيخ بيوض إبراهيم، قد وضع نفسه رهن إشارة جبهة التحرير الوطني، طوال الحرب التحريرية “.

وقد كان الزعيم الشيخ بيوض، ومن حوله من مشايخ وطلبة، يشكلون خطرا على تواجد العدو الفرنسي، على أرض الوطن، كما صرح بذلك الحاكم العام لمنطقة غرداية، سنة 1950م عن الوضعية السياسية، بالمنطقة حيث قال : ” إن الوضعية السياسية، قلقة مضطربة بتأثير الحركة الوطنية الإصلاحية، التي يتزعمها الشيخ بيوض “.
وقد تعرضت القرارة لحصار عسكري، ثلاثة أيام بلياليها، يوم 28 أكتوبر 1961م بـ 1300 عسكري و1000 حركي و300 من المرتزقة، وكان الهدف من الحصار إرهاب الشيخ بيوض وتلاميذه، وتفتيش منزله، ومكتبه، فقد اقتحم منزله نحو ثلاثين من الحركيين، مما اضطره إلى حرق كل الوثائق، التي كانت بحوزته، وقد قام طلبة معهد الحياة، بدور جبار لاحتضان الثورة بالقرارة من استقبال الجنود، وإيوائهم في منازلهم، بالقصر أو بالواحة، مثل منازل حمدي بابا عمر بن قاسم، ودار بوحجام عيسى في الغابة، ودار حمو لقمان، أو في دور العشائر، مثل عشيرة آل كاسي بن الناصر، كما جمعوا الأسلحة، من المواطنين وقدموها للثوار، الذين كانوا يترددون كثيرا على القرارة، ونذكر منهم الملازم رباح لخضر، وأحمد طالبي، ورشيد الصايم، والسعيد اعبادو، ومن الطلبة من ساهم بكتابة المقالات، والاتصال، والدعاية، ومنهم تبرع بماله للتمويل، أو سخر سيارته أو شاحنته للتنقل، من مركز إلى آخر، ومنهم من سخر دكانه، أو مسكنه لإيواء المجاهدين، وإخفائهم، ومداواتهم، ومنهم من استعمل في ميادين المعركة، لحنكته السياسية، وكلهم تحت الإشراف المباشر للشيخ بيوض.

بعد اللقاءات التاريخية، التي جمعت الشيخ بيوض، وقادة الثورة في كل من باتنة، وسطيف، والعاصمة مع رباح لخضر، في صائفة 1955م، حيث أعطى الشيخ بيوض الضوء الأخضر لكل طلبته، وكل الميزابيين للعمل الثوري، وتقديم يد المساعدة، لكل المجاهدين، في جبهة التحرير الوطني.

ورغم قصر عمر معهد الحياة منذ تأسيسه، في 1925م إلى اندلاع الثورة التحريرية، في أول نوفمبر 1954م فقد كان أغلب طلبة معهد الحياة، في الخمسينيات، يواصلون دراستهم في تونس، ومع ذلك فقد التحق الكثير منهم بصفوف جبهة التحرير الوطني ضباطا، ومجاهدين ومسبلين، وفدائيين عسكريين، ومدنيين، فقد كانوا جنودا مخلصين، في ساحات القتال أو في دكاكين التجارة، التي أصبحت مستودعات لأسرارها، وأموالها، وبريدها، وملتقى ومخبأ لضباطها، وهي أعمال جليلة قد تكون أجلى وأخطر من حمل السلاح، لأن فشل الثورات يكون بالخيانة وكشف أسرارها، والكثير من طلبة المعهد كان يقوم بالعمل الثوري الوطني، لوجه الله، دون طلب عضوية، أو بطاقة اعتراف، أو منافع مادية، ومصالح دنيوية، فكانت دكاكين الميزابيين والكثير منهم، من خريجي معهد الحياة، يعملون في صمت وإخلاص، ودهاء وتمويه، للاستعمار، فأصبحت دكاكينهم، التي تتوسط الأحياء الأوروبية، في العاصمة، وقسنطينة، وباتنة، أحسن مراكز دعم الثورة، وتمويلها، وبعد الاستقلال، شمّر طلبة المعهد عن سواعدهم للعمل، والاعتماد على النفس، دون الجري وراء المناصب، والوظائف الحكومية، وأذكر من طلبة المعهد على سبيل المثال لا الحصر : المجاهد بابهون بكير بن محمد، ضابط عسكري، والمجاهد بسيس قاسم بن الحاج سعيد، والمجاهد سليمان بوعصبانة لقمان حمو بن عمر، والمجاهد أوجانه بابه بن بهون، والمجاهد سليمان بوعصبانة محمد بن يحيى، والمجاهد الشيخ دحمان سعيد بن عبد الله، والمجاهد العايب محمد بن بالحاج الشيخ الراعي، والمجاهد الخرفي صالح بن صالح والمجاهد الزيت محمد، والقائمة طويلة.
الانتشار السياسي لطلبة المعهد وطنيا ودوليا


برز دور طلبة معهد الحياة في العمل السياسي، منذ انخراطهم في شبيبة جبهة التحرير الوطني، ثم النضال في قسمات حزب جبهة التحرير الوطني، فقد كان الشيخ عدون الصارم في رقابة تأخر وتخلف الطلبة يتسامح مع الطلب الذين يبررون غيابهم بحضور نشاطات الحزب في قسمة القرارة، وحضور اللقاءات الهامة، إلا أنهم تركوا بصماتهم في خلايا الحزب وقسمة القرارة من كتاب المحاضر والتقارير السياسية، ونذكر على سبيل المثال المناضل الحاج مسعود محمد، والمناضل بوقرينات معطى الله والمناضل بن الشيخ أحمد والمناضل سليماني بوعصبانة عمر والمناضل الشيخ بالحاج أحمد باش عادل، والمناضل ناصر بوحجام محمد بن قاسم، وسعيدي عمر بن قاسم والقائمة طويلة.

أما رؤساء المنظمات الجماهيرية فنذكر منهم الشيخ بالحاج يحي بن محمد الإتحاد الوطني للشبيبة ثم أوجانة احمد بن بابه وفي إتحاد الفلاحين الجزائريين وباي أحمد خرناش موسى بن بكير، ثم حمدي احمد بن محمد، واتحاد التجار فخار إبراهيم بن حمو، والإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين الأحرار اوجانه بابه بن بهون.

وفي عضوية البرلمان أسوة بالزعيم الشيخ بيوض الذي ترشح وفاز بعضوية المجلس الجزائري سنة 1948م الذي قبل الترشح بعد إلحاح أهل ميزاب وأقنعوه بقبول هذه المنصب وقال: ” …وفي تلك الظروف قررت أن أرشح نفسي لذلك المجلس بدافع وطني، وبتحريض من أغلبية سكان الوادي الذين أعلنوا أنهم لا يريدون العزلة والانفصال، وأنهم يرتبطون بالشمال….” ولم يكن يبتغي من منصب البرلمان جاها ولا منفعة خاصة فهو يرى أن النيابة تعني العمل والتضحية من اجل الوطن فيقول : ” ليس للقب النائب عندي قيمة إلا بقدر ما أجلب لقومي من خير، وأدفع عنهم من ضر، لا يهمني أن أبرز في المجلس في غير ما يتصل بقومي ووطني الجزائر، وأني لأنفع أمتي بهذا اللقب خارج المجلس كذلك، فإن الحامل للقب النائب تفتح في وجهه أبواب كانت موصدة، وتصغي إليه آذان كانت تتصامم، إني أعدكم أنني لا انتفع بهذا اللقب لشخصي، إلا بقدر ما يعينني على أداء مهمتي”، وبعد الشيخ بيوض نجد كذلك من طلبة المعهد من منحه الشعب ثقته ليتبوأ منصبا تحت قبة البرلمان، ونذكر منهم: الدكتور فخار إبراهيم عضو مجلس الأمة، والأستاذ فخار محمد بن عيسى عضو مجلس الأمة، والدكتور أبوبكر صالح عضو المجلس الشعبي الوطني لعهدتين، والدكتور زكريا محمد عضو مجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي.

العديد من طلبة معهد الحياة، واصلوا دراساتهم العليا فتحصلوا على شهادات الماجستير، والدكتوراه، بتقديرات مشرفة جدا وأصبحوا أساتذة في مختلف جامعات الوطن، وخارجها، وقد أحصيت عشرات الدكاترة والأساتذة، في كليات الأدب والعلوم الإسلامية والحقوق، والاقتصاد، والتاريخ وعلم النفس، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الدكتور محمد ناصر، والدكتور الخرفي صالح والدكتور محمد ناصر بوحجام والدكتور عيسى وموسى محمد والدكتور لعساكر محمد الدكتور مصطفى باجو الأستاذ شريفي بالحاج، الدكتور سليماني بوعصبانة عمر لقمان، والدكتور التلي بن الشيخ وغيرهم كثير.

بفضل جهود معهد الحياة منذ 1925م في تكوين الإطارات، وتخريج المثقفين فقد وجد هؤلاء المثقفون أنفسهم في مقدمة إطارات الدولة الجزائرية، بعد الاستقلال، في مختلف المستويات، والتخصصات، فمنهم الأدباء، والأساتذة في الثانويات، والجامعات، ومنهم من واصل دراسته العلمية، خارج تونس في التخصصات العلمية كالهندسة، والزراعة والحقوق في الكويت وسوريا، والعراق، والدول الأوربية، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، وأغلب هؤلاء تحصلوا على منح من جبهة التحرير الوطني، مكافأة لهم على جهودهم في صفوف الطلبة الجزائريين في تونس. ونذكر منهم بابهون بكير إطار في شركة سوناطراك، والشيخ شريفي بالحاج، عضو المجلس الإسلامي الأعلى وبعده الشيخ بالحاج محمد بن بابه، والأستاذ بكوش يحيى عضو المجلس الأعلى للقضاء، والأستاذ لعساكر محمد قاضي المحكمة العليا، والشاعر محمد الخضر السائحي، والأستاذ الحاج عيسى محمد المدير الجهوي لديوان الامتحانات والمسابقات لولايات الجنوب. والمهندس لكعص عبد المالك بن محمد إطار في الموانئ الجزائر، وجهلان قاسم بن بكير مدير مركزي بوزارة التربية، والقائمة طويلة.

طلبة معهد الحياة إطارات في الهيئات الدولية

خريجو معهد الحياة تقلدوا المناصب السامية في الهيئات الدولة تمثل الجزائر أحسن تمثيل ونذكر على سبيل المثال: الدكتور الخرفي صالح ممثل الحكومة المؤقتة في المهرجانات الدولية، ومسؤول العلاقات الثقافية بين الجزائر والبلاد العربية، لدى أول وزارة للتربية الجزائرية، ومدير معهد اللغة العربية وآدابها بجامعة الجزائر، ثم مدير تحرير مجلة الثقافة في المنظمة العربية للعلوم والثقافة، والمجاهد الشيخ بالحاج الحاج عمر بن الحاج محمد إطار دبلوماسي، سفير الجزائر في العديد من الدول. والحاج الناصر المغربي المستشار الخاص الملك الحسن الثاني.

في قطاع العدالة والقضاء

وفي سلك القضاء والعدالة تولى طلبة معهد الحياة هذا المنصب رغم خطورته ونظرة المشايخ والمجتمع الإباضي إلى المسؤولية الشرعية للقاضي وتورع الكثير من تولي منصب القضاء في محاكم تقضي بالقوانين الوضعية، فنذكر منهم مثلا: الشيخ احمد محمد بن عمر وكيل دولة والأستاذ يحيى بكوش قاضي في المحكمة العليا، ولعساكر محمد بن عمر قاض في المحكمة العليا.

طلبة معهد الحياة دكاترة وإطارات خارج الوطن

للجزائر أن تفخر بمعهد الحياة، والإطارات التي تخرجت منه، فتبوأت مناصب سامية، في الدول العربية تونس وليبيا وعمان، فها هو الشيخ علي يحيى معمر داعية الوحدة الإسلامية، ومنصف الإباضية من تهم كتّاب المقالات، مفتشا عاما بوزارة التربية الليبية، وسعادة الشيخ سعيد بن ناصر المسكري، وكيل وز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://baffou.yoo7.com
yacine-ba
Admin
Admin
yacine-ba


ذكر عدد المساهمات : 85
نقاط : 53071
تاريخ التسجيل : 01/11/2010
العمر : 26

الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه   الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه I_icon_minitimeالثلاثاء 02 نوفمبر 2010, 3:18 pm

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  كتاب جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة للشيخ الألباني رحمه الله تعالى
» الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض
» الشيخ السديس الجزائري، بواسماعيل
» الشيخ ماهر المعيقلي : سورة القلم
» دعاء ليلة 27 رمضان 2006 الشيخ عبدالرحمن السديس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
˙·٠•●۩۞۩ منتديات إلياس ۩۞۩●•٠·˙  :: من نحن ؟ :: غرداية-
انتقل الى: